اليوم الوطني والقوة الناعمة في بلد الابتعاث
نورة الزهراني – باحثة دكتوراة في الدراسات الإعلامية بجامعة ساسكس – برايتون
في السابق، قبل الدولة السعودية وتوحيدها باسم المملكة العربية السعودية كان المجتمع يعاني من التفكك، وكانت الصراعات تهدد فكرة الوحدة بشكل كبير. ومع ذلك، كان لدينا إرادة قوية للنهوض كأمة. هذا تجلى عندما قاتل الملك عبد العزيز لأكثر من 30 عامًا من أجل توحيد أجزاء المملكة تحت راية واحدة المملكة العربية السعودية. وبفضل هذا الجهد الوطني، نجحت المملكة العربية السعودية في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتحسين مستوى معيشة مواطنيها، وأصبح لها دور بارز في الساحة الإقليمية والعالمية.
لهذا السبب، نحتفل بهذا اليوم باعتباره أحد أهم الأيام في تاريخ المملكة العربية السعودية الحديثة. إنها مناسبة تجمعنا جميعًا لنتذكر الإنجازات الرائعة التي حققتها البلاد على مر السنوات. يعكس هذا اليوم الروح الوطنية والفخر بالتقدم الذي تحقق في مختلف المجالات. تحت قيادة ملوكنا الحكماء، نجحت المملكة في بناء أسس قوية للدولة الحديثة وتحقيق التقدم والازدهار. رؤية 2030، هي أقرب الأمثلة لذلك حيث تمثل رؤية واعدة للمستقبل، تقودنا نحو أفق أكثر إشراقًا وتطورًا.
بالطبع، هدفنا الرئيسي كمبتعثين هو الحصول على التعليم والمهارات الأكاديمية التي تمكننا من تطوير أنفسنا وتحقيق النجاح في مساراتنا المهنية. ومع ذلك، يفترض علينا ألا نقتصر فقط على تحقيق هذا الهدف الشخصي. بل يفترض علينا أن ندرك دورنا في تعزيز التفاهم والتواصل الثقافي والحضاري بين بلدنا وبين البلد الذي ندرس فيه. بل واجب علينا تعريف العالم بثقافتنا وقيمنا وديننا. في هذا الوقت الحاسم الذي تشهده المملكة بتنفيذ خطة تنموية ضخمة، يمكن للمبتعثين أن يلعبوا دورًا هامًا كقوة ناعمة للدولة تعزز الاحترام المتبادل بين الشعوب وتنبذ الصراعات والتمييز بجميع أشكاله.
إن اليوم الوطني هو يوم نحتفل فيه بوحدتنا كأمة وبتميزنا كوطن، ونعبر عن حبنا وولائنا لبلادنا. هذا اليوم يذكرنا بالقيم والمبادئ التي قامت عليها دولتنا والتزامنا بخدمتها والمحافظة على تراثها. إنه أيضًا يوم لتذكيرنا بالدور الذي علينا أداؤه كمواطنين. نحن مسؤولون عن بلدنا ومستقبلها، وعلى عاتقنا الحفاظ على استقرارها وتقدمها من أجل مستقبل أفضل للجميع.
اليوم لدينا أحلام أكبر من أي وقت مضى لتحقيقها، مسترشدين برؤيتنا التنموية الشاملة ٢٠٣٠ ونحن نطمح في استدامة اقتصادية وتنمية اجتماعية. وفي الجانب الآخر، يجب علينا أن نحافظ على أمن ورخاء واستقرار بلدنا العظيم، و أن نرى أنفسنا كياناً واحداً، ونفكر كأمة من هذا اليوم فصاعدًا، لأن مسيرة الأمة نحو التقدم يجب أن تكون دائمة وحازمة.