الكتابة الرصينة والتفكير النقدي
تركي بن فيحان الشيباني – باحث دكتوراة في التاريخ السياسي بجامعة ساسكس – برايتون
تعتبر مهارة الكتابة النقدية من أهم المهارات التي ينبغي أن يركز عليها وينميها طالب الدراسات العليا في مهمته البحثية، من خلال الاطلاع الواسع المعزز بحضور الدورات التدريبية، حيث البناء المعرفي والفكري بالدقة والخبرة.
تكمن أهمية هذه المهارة في صقل فكر الباحث من خلال تنوع المعرفة ومحاولة توظيفها بشكل دقيق في بحثه استنادًا على
١) ما تحتويه الادبيات في مجال التخصص الدقيق؛ ٢) مقارنة ما توصل إليه الباحثين في التخصص المعني من حيث المعلومات والنتائج. مهارة الفكر الناقد، بالطبع، تعني عدم الاكتفاء بما يرغب فيه أو يود سماعه القارئ/الباحث، وإنما الانفتاح والمرونة في النظر في جميع الأرآء والحجج. وبالتالي، من الآمن القول بأن الكتابة النقدية يتم تعزيزها من خلال التفسير، التحليل، التقييم، الاستدلال، والشرح.
إن مهمة الفكر النقدي في الكتابة ليست مقتصرة فقط على القراءة المكثفة ومن ثم القيام بمحاولة دمج وإضافة ووصف ماتم الاطلاع عليه، بل هي مهمة التحقيق في حلقات مترابطة تبدأ بأسئلة كيف ولماذا ومتى وأين، وتنتهي بكتابة رصينة دقيقة مدعومة بمصادر ومراجع موثوقة يغطيها أسلوب وطرح الباحث ولمساته الخاصة.